مراجعة فيلم Get Out

معظم الوقت وأنت تشاهد فيلم Get Out للمخرج Jordan Peele، ووصولاً إلى المشهد النهائي، تشعر بأنك على وشك رؤية جماعة ’كو كلوكس كلان‘ المعادية للزنوج ذوي القبعة البيضاء المدببة تخرج من الشاشة… وذلك بسبب كثرة المواقف العنصرية الاجتماعية الغريبة التي تتحول إلى عنصرية عنيفة علنية. لكن في حين أن هناك شعور أن هناك شيء مشؤوم يختبئ وراء واجهة منزل آل آرميتاج الخارجية، إلا أن الحفل الذي يقيمونه عندما تأتي ابنتهم Rose (تلعب دورها Allison Williams) بصديقها الحميم Chris (يلعب دوره Daniel Kaluuya) لتعرفه على والديها لا يخفي إطلاقاً سباق إثبات سلطة الأشخاص ذوي البشرة البيضاء.

هذا بالتأكيد ما يريدك الفيلم أن تفكر به، سواء عند مشاهدة العروض الدعائية أو ببساطة عندما تعير انتباهك إلى سلسلة التلميحات المتلاحقة في الفيلم. لكن لا تسير الأمور على هذا النحو، ومع نهاية الفيلم ستدرك أن Get Out ينجح في عكس كل توقعاتك. حيث يتم التلاعب بك كما يحدث مع Chris في الفيلم. وينجح الأمر على العديد من الأصعدة.

الفيلم من تأليف وإخراج Peele، وهو يمثل أول عمل له خارج الكوميديا منذ نهاية مسلسل Key and Peele في 2015. وهو فيلم تشويقي للغاية، يأخذك في سلسلة من المواقف المرعبة التي تتنوع بين لقطات الرعب الفجائية ووصولاً إلى الهواتف المحمولة المطفأة والمفاتيح المفقودة. والأهم من ذلك هو أن التوتر يختبئ في زوايا كل مشهد، لكنك لست متأكداً بالضبط ماذا أو من وراء الأمر، ويعطيك هذا شعوراً بعدم الارتياح ولا يتركك وشأنك حتى لحظة ظهور شارة النهاية.

يتطرق فيلم Get Out إلى موضوع العنصرية العرقية بنفس الأسلوب الغريب الذي شهدناه في Key and Peele بكثير من الأحيان. فهو يروي تجربة شخص زنجي واحد في غرفة تعج بالناس بيض البشرة الذين يحاولون جاهدين أن يجعلوك تشعر بالترحيب لدرجة تصبح مزعجة للغاية. ويتعمق الأمر بشكل أكبر من ذلك، لأن هناك بالطبع المزيد من الخفايا التي تجري تحت سطح حوارات Get Out الغريبة مثل كيف أن اللون الأسود “هو الرائج” أو ما إذا مارس Chris يوماً رياضة الغولف (والتي يشتهر بها البيض الأثرياء).

ويبدو بأن هذا يوحي أن هناك شيء آخر وراء مواقف الحياة الحقيقية التي يشير إليها الفيلم: عنصرية خفية لكن خبيثة وحقودة ، حتى لو كان الناس يلقون نكاتاً سيئة أو يتظاهرون بالبراءة عند استخدام كلمات عامية غير ملائمة، أو كانوا حقاً لا يدركون أنهم يتصرفون بعنصرية.

حتى لو كانت تلك التجربة تختلف عن تجربتك الخاصة بالحياة، من الصعب ألا تشعر بمحنة Chris في هذا الفيلم، ورغباته المتصارعة في الاندماج بيهم وفي نفس الوقت في أن يقول لكل شخص في الغرفة أن يصمت ويدعه وشأنه. وعندما يصل Get Out وأخيراً إلى مبتغاه، فهو يفعل ذلك بقوة. يبدو Get Out كما لو أنه مشهد من Key and Peele مع رشة من الرعب.

الخلاصة

تجعلك رحلة Get Out بأكملها، عبر كل حوار يثير التوتر، وكل مشهد صادم وعنيف، تشعر بأنه فيلم يستحق المشاهدة. والخاتمة مذهلة لدرجة أنها تستحق كل ضحكة مكتومة غير مريحة وكل لحظة شك مررت بها. لا يسعك في نهاية المطاف بعد مشاهدة Get Out إلا أن تسأل هذا السؤال: كيف سيشعر كل أولئك الأشخاص بيض البشرة لو تبادلوا الأدوار لمدة يوم واحد مع شخص زنجي؟ وهذا أمر يستحق التفكير ملياً.

– هذا الخبر من موقع: IGN الشرق الأوسط‬‎ –