مراجعة IGN الشرق الأوسط للعبة The Last Guardian

تصدر لعبة The Last Guardian وهي تحمل كمّاً هائلاً من التوقعات. فهي ليست أحدث لعبة (ICO, Shadow of Colossus) للمطور Fumito Ueda فحسب، بل أنها أيضاً كانت ترزح تحت ضغط التوقعات الكبيرة من المعجبين منذ تم الإعلان عنها منذ 7 سنوات في 2009. لكن مثل معظم الألعاب التي تعاني من دورة تطوير طويلة جداً كهذه، تتعثر لعبة المغامرات التي طال انتظارها تقريباً في كل جانب من جوانبها. فهي ترزح تحت وطأة آليات اللعب القديمة، كما أن القصة شديدة البساطة ويمكن التنبؤ بها، ما يجعلها ضعيفة جداً مقارنة ببعض قصص الألعاب العصرية التي رأيناها مؤخراً.

في اللعبة ستلعب بدور فتى صغير يجد نفسه في قفص مع وحش عملاق يبدو كما لو أنه هجين بين كلب وطائر. إنه مكبل بالأرض ومصاب، لذا تبدو ردة الفعل التلقائية الأولى وهي التخلي عنه والهروب بعيداً نظرية منطقية. لكنك سرعان ما تكتشف أنك ستحتاج إلى مصادقته لكي تتمكن من الهروب من هذا السجن المزخرف الذي وجدت نفسك به، وبالتالي تشعر بأنك مرغم على تحريره وعلاج جراحه وإطعامه ليتعافى وينهض على قوائمه.

ترتكز اللعبة إلى حد كبير على خلق رابطة بين اللاعب والوحش لإضفاء عمق ومعنى على القصة. لكن لسوء الحظ، بالنسبة إلي على الأقل، تفشل اللعبة ببساطة بتحقيق ذلك. فمع تكشف غموض الشخصيتين (والتي يتم سردها عبر مشهدين سينمائيين مطولين) وجدت أن القصة بسيطة للغاية وذات بعد واحد. لم يكن هناك شيء في القصة يجعل الشخصية أو الوحش محببين بالنسبة إلي، على الرغم من أن اللعبة تحاول إثارة بعض المشاهد العاطفية، إلا أنك تشعر أنها مفروضة وسهلة التنبؤ. كان من الممكن أن تنجح هكذا قصة بسيطة خلال جيل PS2، لكن بعد تعاملنا مع قصص عميقة للغاية وذات أبعاد كثيرة في الألعاب خلال الأعوام القليلة الماضية، تبدو محاولة The Last Guardian ضعيفة للغاية.

والسبب الآخر الذي جعل من الصعب عليّ للغاية التواصل مع Trico (الوحش) هو أنه أحمق للغاية. قد يكون التعامل معه يشابه التفاعل الحقيقي مع الحيوانات الأليفة، لكن اضطراري للضغط على الزر مراراً وتكراراً للحصول على انتباه Trico بينما يقوم بمعالجة كل أمر لعدة دقائق قبل تنفيذه لا يجعل تجربة اللعب مقنعة ومغرية جداً. هناك حالات يكون عليك فيها امتطاء الوحش وأمره بالتحرك نحو الأمام، لكنه قد يجلس هناك فحسب ويحرك ريشه كما لو أنه لم يسمع شيئاً. وقد أصابني هذا بالإحباط الشديد وجعلني أتساءل ما إذا كنت قد فوت جزءاً ما من اللغز (حرفياً في بعض الأحيان). كما لم يكن لديه أي حضور أو شخصية عدا عن الصراخ من دون سبب ومد يد العون (أو ذيل العون في هذه الحالة) في حين كنت أصارع الموت. لم تعطني اللعبة أي سبب لكي أهتم لأمره، ليس عن طريق تصرفاته أو عن طريق القصة بحد ذاتها.

تعاني القصة من وتيرة بطيئة للغاية، حيث تقوم في معظم الأوقات بفتح أبواب للوحش للمرور عبرها عن طريق حل ألغاز أولية، والتي قد يصيبك بعضها بالإرباك، وذلك فقط لأن اللعبة لا تبذل جهداً لتحديد قواعد كيفية حل اللغز، ولا تشرح أبداً أسلوب لعب جديد ما يجعلك تقف لحظات وأنت تتكهن ما يمكن وما لا يمكن القيام به. ومما يزيد أيضاً من بطء وتيرة اللعبة هو الحاجة إلى إطعام الوحش بشكل مستمر، الأمر الذي يقضي على أي زخم متراكم. ولا تتحرر من فتح الأبواب إلا في الربع الأخير من اللعبة، وهنا حيث تزداد وتيرة اللعبة وتسرع نحو نهاية القصة.

ويتعثر أسلوب اللعب أيضاً بشكل مشابه للقصة. حتى بالنسبة إلى لعبة ولدت في حقبة PS3، فإن الكاميرة وأنظمة التحكم قديمة للغاية، وهذه هي أكبر مشكلة في لعبة The Last Guardian. تخرج الكاميرة عن نطاق السيطرة مع أقل ضغطة، وتقاوم توجيهاتك لأنها تحاول اختيار اللقطة التي تعتقدها الأجمل ما يجعلك تصاب بالدوار والتشوش أثناء محاولتك توجيه نفسك نحو الهدف التالي. ويزداد الأمر سوءاً عندما تكون محصوراً في غرفة صغيرة، حيث تصبح محاولة جعل الكاميرة تركز على ما تريد أن تراه في الوقت الذي تقاومك هي بشدة مثل وحش صغير يقفز نحو وعبر الشخصية بمثابة جولة من الإحباط.

وأساليب التحكم خرقاء بشكل مشابه وغالباً ما تفشل في الأوقات الحرجة. حيث تفتقر الشخصية الرئيسية للدقة في التحكم ما يجعل المهمات البسيطة مثل القفز على منصة أو التدلي من الحواف أو حتى الجري في خط مستقيم تحدياً بحد ذاته. حدث لي في عدة حالات أن ضغطت على زر القفز للوصول إلى سلسلة متأرجحة إلا أن الشخصية تغير اتجاهها في اللحظة الأخيرة فأسقط أرضاً متعرضاً لموت مروع. كما تميل الشخصية للإنزلاق من دون سبب واضح، أو تعلق في أغراض موجودة في البيئة، أو لسبب غير مفهوم، تبدأ بالسير ببطء على الرغم من أني أضغط على عصا الأنالوج بكل قوتي. قد لا تحدث جميع هذه الأمور طيلة الوقت، لكنها تحدث بما يكفي لتسبب الإحباط الشديد، وليست هناك أية متعة في قتال أزرار التحكم والكاميرة للتقدم نحو الأمام.

أما من الناحية البصرية، فعلى عكس أعمال Ueda السابقة، تخلو The Last Guardian من أية مشاهد بارزة. وعلى الرغم من أن بعض المواقع مع اقتراب نهاية اللعبة تبدو مثيرة للاهتمام كما أنها تقدم بعض السياق والمعنى لوجودها، إلا أن بقية اللعبة مليئة بالمعابد والآثار الغريبة المتشابهة والتي لا تقدم اللعبة أية تفسيرات حول وجودها أو حول من قد يبني مكاناً كهذا في سياق القصة. ومما لا يساعد في ذلك أيضاً هو حقيقة أنها تبدو شبيهة بلعبة PlayStation 2 مع رسوماتها المسطحة ذات الدقة المنخفضة والمؤثرات الضوئية الإضافية. وعندما تجد نفسك وقد بدأت تستمتع ببعض التصاميم الفنية فيها تأتي سرعة الإطارات السيئة التي تتراوح بين 20-25 إطار في الثانية لتفسد عليك متعتك، والتي قد تنخفض بشكل أكبر في بعض الأحيان في المشاهد المليئة بالآكشن (يجدر التنويه أني كنت ألعب باللعبة باستخدام جهازPS4 مع الباتش v1.01، ويبدو أن اللعبة تعمل بشكل أفضل مع جهاز PS4 Pro). الريش الموجود على Trico يبدو مذهلاً، إلا أني أتمنى لو أن سرعة الإطارات قد تمكنت من دعمه لإعطاء تأثير أكثر سلاسة.

الخلاصة

إن The Last Guardian هي لعبة لم تغادر الحقبة التي ولدت بها. وعلى الرغم من أنها تحاول أن تخلق قصة عاطفية حول صديقين غير متشابهين، إلا أنها بشكل مشابه لطائر بجناحين مقصوصين، نجدها تقع بقوة كلما حاولت الطيران وذلك لعدم قدرتها على التكيف مع العصر الحديث. حيث يظهر تقدمها في السن في أنظمة لعبها القديمة وتصاميم المراحل الخالي من الإلهام والقصة التي يسهل التنبؤ بها والتي لا تغادر المقدمة إطلاقاً. بالنسبة إلى سعرها الكامل، لا تقدم The Last Guardian أي شيء سوى 10 ساعات من أسلوب اللعب المثير للإحباط وتجربة ستنساها تماماً لحظة تترك وحدة التحكم من يدك.

– هذا الخبر من موقع: IGN الشرق الأوسط‬‎ –