مراجعة IGN الشرق الأوسط للعبة Watch Dogs 2

في البدء وبكل صراحة، لم اكن متحمساً ابداً لمراجعة للعبة Watch Dogs 2 لعدة اسباب اهمها الجزء الأول وكيف كانت شخصية Aiden سطحية, كئيبة وسخيفة. وضعف القصة وغيرها الكثير. ولكن بعد تمضية أكثر من 20 ساعة مع اللعبة يسرني ان اقول ان لعبة Watch Dogs 2 فاقت توقعاتي من عدة نواحي!

تأخذنا Watch Dogs 2 إلى مدينة San Francisco هذه المرة، وتقدم لنا مجموعة جديدة من الشخصيات مثل Marcus Holloway هاكر محترف ذو شخصية سعيدة ولا يقف في طريقها شيء. يتلاقى طريق Marcus مع مجموعة أخرى من الهاكرز المحترفين تحت اسم Dedsec. وهدف Dedsec هو القضاء على الفساد الذي يجتاح المدينة والحصول على عدد كبير من المتابعين على قنوات التواصل الإجتماعي. بكل صراحة، إذا كنت قد قررت ان تلعب Watch Dogs 2 من أجل القصة فإنك لن تكون سعيداً بهذا القرار، لأن القصة ضعيفة وبطيئة ومهامها مليئة بالتكرار ولكن إنهاء القصة يساعدك على الحصول على كل القدرات المتاحة لك في اللعبة بشكل أسرع لأن كل مهمة تعطيك ما بين 4 إلى 6 نقاط مهارة والتي تساعدك على الحصول على قدرات جديدة.

ولكن الهدف الأساسي خلف لعبة Watch Dogs 2 هو المرح والهزل، في كثير من الأحيان أثناء تجربتي للعبة وجدت ان اللعبة تنجح في تشتتي من إنهاء المهمات الرئيسية (ليس عمداً بالطبع) ولكن لأنني أجد الكثير من الطرق المسلية لكي اثير الفوضى من مكان بعيد واشاهدها تحدث وانا في قمة السعادة. أو حتى القيام بعمل بعض مهمات Drive San Francisco والتي تشبه إلى حد ما خدمة Uber في عالمنا، والتي تجعلك تقوم بأشياء عدة مع أناس تقوم بأخذهم من مكان إلى آخر. ففي أحد المهمات كان علي ان اخذ احد الزبائن في جولة حول San Francisco لأنها اشتركت في مسابقة تنافسية على الانترنت وكل ما كان علي فعله هو أخذها في جولة سريعة بين معالم San Francisco في اسرع وقت ممكن. وبعد إنهاء المهمة ستجد أنك قد قيمت على طريقة قيادتك وغيرها. او زبون آخر الذي يعشق المغامرة ويحب ان يقود بسرعة و يجعل السيارة تقفز من على مرتفعات عالية بين مباني المدينة. وغيرها الكثير.

انا لم اقم بزيارة مدينة San Francisco في حياتي من قبل، ولكن لعبة Watch Dogs 2 نجحت بقوه في رسم المدينة بشكل متقن ورائع وقريب للواقعية بشكل كبير جداً. ووجدت نفسي أتجول في شوارع San Francisco لكي استطيع التعرف على معالم المدينة و أسماء الشوارع والحواري المختلفة في المدينة وأخذ الكثير من الصور وكأنني سائح. وبعكس الجزء الأول الذي كان مليء بالألوان الداكنة، فإن هذا الجزء مليء بالبهجة والمرح حتى في رسوماته والوانه. وحتى أزياء Marcus، ستجد فيها تعدد في الألوان والموضة التي تواكب هذا العصر. ولكن في بعض الأحيان كنت اعاني من frame rate drops أو انخفاض في سرعة الإطارات في الثانية بين الحين والأخر ولكن هذا شيء لم يعكر علي جو اللعبة.

وبالحديث عن مواكبة هذا العصر، فإن التقنيات والمعدات المتواجدة في اللعبة مبنية لتواكب التكنولوجيا في هذا العصر. وهذا الشيء يجعل San Francisco ملكاَ لك، فكما ذكرت في اول المراجعة أن Marcus لا هاكر قوي ولا يقف في طريقه شيء مما يجعل أي شيء سهل الاختراق مما يجعل طريقة اللعب أكثر متعة. فمثل الجزء الأول، يمكنك التحكم بالكاميرات في الشوارع وإشارات المرور والصرف الصحي والسيارات وهواتف الناس وغيرها، ولكن الأشياء الجديدة المضافة هي التي تجعل التجربة أكثر متعة مثل الـ RC Car والتي تسهل عليك الوصول إلى مناطق وأختراق اشياء وانت جالس في مكان بعيد عن الأنظار أو الـ Drone الذي يقوم بعمل نفس الأشياء. او مثلا القيام بعمل بلاغ كاذب ضد الناس، افراد الحراسة أو الشرطة وإحضار الشرطة للقبض عليهم. في بعض الأحيان يتجاوب هؤلاء الناس المظلومين مع سماعهم وهم يتظلمون ويقولون انهم بريئين، وفي احيان اخرى ستراهم يحاولون الفرار أو المحاربة بالأسلحة. أو مثلاً القيام بإرسال رسالة كاذبة لأحد أفراد العصابات في المدينة حول شخص يبحثون عنه ويريدون قتله. فيأتون بأسلحتهم ويقومون بقتل كل من في المنطقة وبعد ذلك قم انت بإبلاغ الشرطة عن هذه العصابة وشاهد ماذا ستكون النتيجة.

هذه الخدع وغيرها سهل علي اختراق أماكن كثيره من غير الاعتماد على اسلحتي بالمره، خلال الـ 20 ساعة قمت باستخدام سلاحي مرة واحده وذلك لأن بطارية جهازي المحمول قد نفذت وكنت في موقف لا احسد عليه. اما بالنسبة لنظام الألغاز فإنه مختلف كلياٌ هذه المره، على سبيل المثال في الجزء الأول كانت الغاز اختراق الجهاز محدودة في صفحة واحدة. ولكن في هذا الجزء اصبحت هذه الألغاز جزء من العالم المحيط بك وستجد نفسك في بعض الأحيان بإستخدام الـ Drone أو كاميرات المراقبة المتواجدة في المنطقة لكي تستطيع حل هذه الألغاز.أحد الأشياء المحبطة في اللعبة هو نظام الذكاء الاصطناعي لأعدائك، فإنه في قمة الغباء وفي أغلب الأحيان ستجده مصمم ليتبع طريقة معينة وليس مبرمج بشكل يجعله أكثر تجاوب مع العالم المحيط به. ووجدت نفسي في بعض الأحيان في مواقف تأكد أنه سيتم اكتشافي وبمجرد التحرك شبر واحد من غير استخدام اي حيل. الشيء الأخر المحبط هو قيادة السيارات وذلك لأنك مسؤول عن قيادة السيارة والتحكم في الكاميرا في نفس الوقت، وفي المطاردات يصعب عليك رؤية العالم المحيط بك بشكل سريع ومتجاوب لتجد طرق سريعة للفرار مما يجعل المطاردات طويلة و مملة نوعا ما ووجدت نفسي في أغلب الأحيان انني اخرج من السيارة واختفى عن الأنظار سيراً على الأقدام لأنه خيار أسهل.

أما شجرة المهارات أو skill tree فإنها أصغر من الجزء السابق وستشعر في مهارات ملائمة ومفيدة أكثر بشخصية Marcus، وكما ذكرت أنك تستطيع الحصول علي هذه المهارات بسهوله وانت تكمل المهمات الرئيسية وتتبع التعليمات أو النقاط الفرعية في كل مهمة لتحصل على نقاط XP او متابعين على قنوات التواصل الإجتماعي في اللعبة. وتحركات Marcus سريعة ومرنة حيث انه يستطيع الركض لمسافات طويلة والقفز بمرونة وتسلق الأسوار أو القفز بين مبنى وآخر قريب بكل سهولة والبرغم من رسومات قفزة أو تسلقه محدودة ومتكررة، إلا أنها لا تفقد متعتها بشكل سريع.

اما بالنسبة لطور اللعب التعاوني، فقد إستطعت أن أتمم مهمة واحدة قبل أن يتم فصل الطور لبعض المشاكل التقنية قبل اطلاق اللعبة. والجدير بالذكر أن الطور ممتع للغاية/ ويحث على الحس التعاوني لإتمام المهمة من غير أن يتم اكتشاف اماكنكم.ومن المهنة التي قمت بلعبها، قمت بتكوين فريق مع شخص غير متواجد على لائحة أصدقائي، وكان يجب علينا أن نقوم بسرقة معلومات من أحد أفراد العصابات. الشيء الممتع في الموضوع اننا كنا نساعد بعضنا البعض بدون أن نتحدث أو قول أي كلمة. ولكن لا يمكنني كتابة المزيد عن هذا الطور من غير تجربته غير مره واحده فقط.

الخلاصة

لعبة Watch Dogs 2 صممت لكل من يحب العاب العالم المفتوح المليء بالخيارات و في نفس الوقت لكل من يحب تجربة اللعب المليئة بالمرح و الهزل وليس لكل من يحب القتل واستخدام الأسلحة وإتباع قصة مليئة بالأحداث. و استطاعت ان تجسد مدينة San Francisco بشكل متقن واضافة التكنولوجيا التي تواكب هذا العصر والتي تجعلك تتحكم بالبيئة المحيطة بك وتجعلك سيد المدينة. وصممت أيضاً كمنفذ بعيد عن الألعاب الاعتيادية الثقيلة والمليئة بالأحداث.

– هذا الخبر من موقع: IGN الشرق الأوسط‬‎ –