تجمع لعبة Eagle Flight مزيجاً من ثلاثة مفاهيم مختلفة في قالب واحد: فهي تحتوي على نظام تقدم شبيه بالموجود بألعاب الجوالات حيث عليك أن تجمع ’نجوماً‘ لفتح مراحلاً جديدة، ولديها العالم المفتوح الذي تشتهر به Ubisoft مع أغراض قابلة للجمع وللفتح الموزعة في أرجاء خريطتها الصغيرة نسبياً، كما أنها لعبة عالم افتراضي كاملة والتي تستخدم هذه التكنولوجيا لتقدم للاعب فرصة اختبار شعور غير مسبوق من العلو والسرعة. ويجتمع كل ذلك سوية بطريقة رائعة، إن Eagle Flight هي لعبة واقع افتراضي بهيجة وممتعة على الرغم من محتواها القليل للغاية مقارنة بسعرها الذي يصل إلى $39.99.
تحتوي لعبة Eagle Flight على القليل من القصة، حيث تجري أحداثها في مدينة فرغت من البشرية واستولت فيها الطبيعة الأم والحيوانات على المساحات المهجورة. ولا تشرح لك القصة إطلاقاً ما الذي حدث للبشرية. الراوي الذي يتحدث إليك كما لو أنك كنت تشاهد برنامجاً وثائقياً على قناة ناشيونال جيوغرافيك لا يدخل إطلاقاً في التفاصيل بل ينغمس مباشرة في شرح تفاصيل من أنت وما الذي عليك فعله للبقاء على قيد الحياة. تروى القصة عبر 23 مهمة حيث تبدأ كفرخ خرج لتوه من البيضة ثم تتطور حول كيف تتعلم الطيران وتبني عشك الخاص وتثير إعجاب شريكتك، وفي نهاية المطاف كيف تطور صياح النسور لحماية منطقتك.
تعد المهمات قصيرة نسبياً، وهي تحتوي على سباق مع الزمن حيث عليك أن تستعرض حركات طيرانك لتحقيق أفضل وقت على العداد وجمع أكبر قدر ممكن من النجوم. ستتطلب منك بعض هذه المهمات التحليق عبر وفوق بعض أبرز المعالم الشهيرة في باريس، في حين تتطلب منك مهمات أخرى التنقل داخل الممرات الخطيرة (والمحبطة في أغلب الأحيان) لمترو الأنفاق والسراديب الموجودة تحت الأرض في المدينة. وعند إنهاء كل مرحلة، ستكافأ بنجوم يصل عددها حتى 3 والتي تفتح لك عند جمع ما يكفي منها تحديات منفصلة موزعة في جميع أنحاء الخريطة. لا تحتوي هذه المهمات على الكثير من التنوع، سواء من ناحية القصة أو التحديات، لأنها ستتطلب منك القيام بالمهمات التي أشرت إليها سابقاً بشكل متكرر الفارق الوحيد هو أنها تصبح أكثر صعوبة كلما تقدمت في اللعبة أكثر.
وهكذا تميل اللعبة لأن تصبح تكرارية بعض الشيء مع إنهائك لمهمات موقوتة متشابهة عبر مراحل متعددة. لكن لا تسئ فهمي، فهي ممتعة للغاية، وخاصة المهمات التي تتطلب منك الطيران بسرعات فائقة عبر كامل الخريطة، لكن بعد فترة من الزمن ستبدأ تشعر أنك تتوق لشيء أكثر من هذا من اللعبة. تصبح الأمور أكثر إثارة للاهتمام عندما تطور صياحك الذي تطلقه من منقارك للقضاء على الحيوانات المفترسة. يمكن تشبيه الصيحات بكرة طاقة الـ Hadouken لدى النسر والتي تأخذ في عين الاعتبار مدى السرعة والإسقاط، لذا عليك أن تطلق باتجاه انطلاق الحيوان المفترس وليس حيث يتواجد. تضيف هذه الميزة مستوى رائع من الاستراتيجية على آلية بسيطة كهذه وتجعل مهمات المعارك الجوية أكثر إثارة بكثير.
يتم استغلال جميع المهارات التي تطورها في طور الحملة الفردي في لعبة Eagle Flight بشكل جيد داخل طور اللعب المتعدد الخاص في اللعبة. ويضعك نمط الـ 3v3 هذا في مواجهة مع خصوم للاستحواذ على جيفة حيوان ما والتي عليك التقاطها ونقلها إلى عشك. إنها بمثابة طور capture-the-flag لكن بالواقع الافتراضي وهي ممتعة للغاية. إن الشعور بالإثارة الذي تحصل عليه عندما تصرخ نحو الهدف وخصومك يطاردونك بحماس رائع للغاية، وهزيمتهم باستخدام الـ hadoukens الخاصة بنسرك تعطيك شعوراً فورياً بالرضى. بالطبع الأمر ليس بالسهولة التي قد يبدو بها حيث يمكنك أن تدافع عن نفسك باستخدام درع مؤقت والذي يحتوي على مؤقت لإعادة الشحن قبل أن تتمكن من إعادة تفعيله من جديد. إنها لعبة فريق بالتأكيد حيث عليك تطويق المواقع وأن تكون مزعجاً بما يكفي تجاه فريق الخصم لتشتيته ومنعه من تحقيق هدفه. عندما يكون لديك فريق يفهم هذا، كما هو الحال مع معظم ألعاب طور اللعب المتعدد أونلاين، فإن النتيجة تكون غالباً مواجهات سريعة الوتيرة ومليئة بالطاقة والتي يمكن أن نضعها على قدم المساواة مع ألعاب الأونلاين الأخرى التي اختبرتها هذا العام. لكن لسوء الحظ كان العثور على مطابقة ملائمة (match) أونلاين أمر صعب للغاية لأنه كما أفترض لم تتح الفرصة للكثير من المستخدمين تجربة اللعبة بعد.
لقد تمكنت Eagle Flight من تنفيذ خدع ذكية للغاية لمكافحة دوار الحركة. فأنا لم أشعر قط بأنني عرضة للشعور بدوار الواقع الافتراضي لكنني وجدت نفسي أصاب بالدوار بشكل فوري إذا كانت الحركات مرتبطة بقبضة تحكم. لكن شركة Ubisoft قامت بربط آليات الطيران بآلية تعقب الحركة الموجودة في النظارات حيث تتم حركات الالتفاف والصعود والهبوط عبر تحريك الرأس. أساليب التحكم المرتبطة بقبضة تحكم هي آليات الهجوم والدرع، بالإضافة إلى ضوابط التحكم بسرعة الطيران. والطريقة الأخرى التي عالجت بها Ubisoft مسألة الشعور بالغثيان كانت عن طريق تأطير رؤيتك. فالمنطقة محاطة بالريش على جابنيك، وبالمنقار الذي يبرز من الجزء السفلي للشاشة. ويعمل هذا، بشكل مشابه للأنف الفعلي، كنقطة مرجعية عندما يحاول دماغك توجيهك. وتماماً مثل أنفك، ستهمله على الفور كما لو أنه لا يتعارض مع رؤيتك على الإطلاق.
مشكلتي الوحيدة مع Eagle Flight كانت قلة المحتوى فيها. فمع ما يقارب 5 ساعات من قصة الطور الفردي، ومجموعة من التحديات، وطور واحد باللعب المتعدد، أنا متفاجئ بصراحة من أن Ubisoft قد حددت سعر اللعبة بـ $39.99. لا يسعني سوى أن أشعر بأن هذه كانت لتكون لعبة جوالات رائعة، وخاصة على اعتبار أن صيغتها التي تعتمد على التجربة والخطأ تلائم تماماً اللعب العرضي والمتفرق. كنت أفضل الإمساك بنظارات Google Cardboard والتوجه في رحلة نحو باريس لمهمة أو اثنتين بدلاً من الاضطرار لتشغيل جهاز PS4، ثم تشغيل اللعبة، والاضطرار لوضع نظارات PSVR غير المريحة التي تلقي بثقلها على أنفي.
الخلاصة
أثبتت تجربة Ubisoft الأولى في عالم الواقع الافتراضي بأنها قوية. إن Eagle Flight لعبة واقع افتراضي على درجة عالية من الكفاءة والتي تعطيك الإحساس الواقعي بالطيران من دون التسبب بأي غثيان قد يفسد عليك تجربتك. من اللحظة التي تدخل فيها عالم باريس الرائع، تجعل أساليب التحكم البديهية فيها استكشاف المشاهد رائعة الجمال في اللعبة أمراً ممتعاً للغاية، وتزداد مواجهة التحديات صعوبة بالتدريج كلما تقدمت أكثر عبر القصة وتختبر قدرة احتمالك في طور اللعب المتعدد فيها. لكن للأسف الجانب السيء الوحيد فيها هو أنها لا تقدم الكثير من المحتوى لتبرر سعرها المرتفع.
– هذا الخبر من موقع: IGN الشرق الأوسط –