خلال السنوات القليلة الماضية عاشت سلسلة PES العريقة فترة انتقالية مهمة تحولت معها من لعبة مكسورة تعيش أمجاد الماضي الى لعبة محاكاة كرة قدم احترافية. و هذا الأمر لم يكن سهلا، بل تطلب الكثير، بداية من تأسيس محرك جديد بالكامل للعبة بقيادة فريق تطوير حديث الى تطبيق محرك فوكس انجن الشهير. و لا ننسى الإستماع لإقتراحات مجتمع اللاعبين لسنوات ماضية. لكن حتى رغم ذلك لم تستطع اللعبة اللحاق بالركب خصوصا أن سنوات الضياع في الجيل الماضي جعلتها متأخرة جدا خصوصا في مجال الأطوال و الحقوق و التقديم. في هذه المراجعة نلقي نظرة على نسخة هذا العام و نقيم ما قدمه فريق العمل من جديد في لعبته السنوية.
هذا العام يبدو أن الجهد قد وضع بشكل كبير جدا على تطوير نظام اللعب، و نستطيع أن نؤكد أن ذلك كان مثمرا جدا. اللعبة هذا العام ربما تكون أكثر لعبة كرة قدم متزنة من ناحية نظام اللعب. كبداية التمريرات في اللعبة تم إتقانها بشكل كبير جدا، و في معظم الأحيان تجد تجاوب اللعبة منطقيا مع ما تدخله من أوامر على يد التحكم مقابل ما تراه على الشاشة. و قد أضافت كونامي هذه المرة تركيزا أكبر على التمريرات، فيجب عليك استغلال الوضعية المناسبة للتمرير، و أن تتذكر مهارات لاعبيك، فبعض التمريرات لا يتقنها أي لاعب و من أي وضعية.
التسديدات أيضا حصلت على موازنة رائعة، فهي لم تعد مضمونة بين الثلاثة عوارض، بل عليك التصويب و إختيار وضعيات مناسبة للحصول على هجمة خطيرة. حتى الحارس اللذي كان سيئا جدا العام الماضي تحسن كثيرا هنا، و لحسن الحظ فكونامي وصلت للموازنة الصحيحة منذ ديمو نهائي دوري الأبطال اللذي جربته في مايو الماضي، و بدا الحارس في النسخة النهائية بشكل منطقي و بصعوبة يمكن تصديقها.
جرافيكس اللعبة أيضا رائع، فوجوه اللاعبين تصل لمرحلة من الإتقان غير مسبوقة، و هذا العام يبدو أن فريق التطوير استعد بشكل أكبر و جهز وجوه الكثير من اللاعبين، مع تحديث جديد موعود في شهر نوفمبر القادم. لكن من أكثر الأمور اللتي تعجبني في اللعبة هي رسوميات حركات اللاعبين. من وضعيات مختلفة ستجد اللاعبين يتصرفون مع الكرة بشكل واقعي جدا، سواء في كيفية ركل الكرة أو تحريك أقدامهم للوصول إليها. حتى الحارس حصل على رسوميات جديدة و يبدو وافعيا أكثر من أي وقت مضى.
عندما نخرج من الملعب تبدأ مشاكل PES في الظهور حقا. فرغم أن الشركة بذلت جهودا جيدة هذا العام في الحصول على حقوق أندية مثل أرسنال و ليفربول و دورتموند، الا أنها فقدت في المقابل حقوق أندية أخرى مثل مدريد و مانشستر، و هناك أندية مثل بايرن ميونخ اختفت تماما من اللعبة و غير متوفرة حتى بأسماء و ملابس مزيفة. في المقابل حصلت اللعبة على بعض الحقوق الحصرية لأول مرة، فملعب برشلونة الكامب نو و نشيد برشلونة أصبحا حصريين لـPES. المشكلة هي أنه اذا استمر هذا الأمر فسيصبح الخاسر الوحيد هو اللاعبون، و ستصبح ألعاب كرة القدم في السوق ناقصة دائما بسبب أخذ لعبة حقوقا حصرية مقابل الأخرى.
لحسن الحظ فهناك خيار Option File، و استطعت عبر تحميل ملفات لم تأخذ مني 10 دقائق أن أظهر جميع أندية الدوري الإنجليزي و الأسباني و الإيطالي بأسمائهم الحقيقية و شعاراتهم و أزيائهم الكاملة و الرسمية. لسوء الحظ في المقابل فالخيار هذا غير متوفر لنسخة Xbox One اللتي تعاني أيضا من مظهر أقل إتقانا من نسخة PS4، و هذا أمر غير مقبول إطلاقا في هذا الزمن الحالي حيث لا توجد هذه الفروق الواضحة في ألعاب الشركات الأخرى. لكن يبقى الأسوأ حظا هم مستخدموا نسخة الـPC اللتي لا زالت تستخدم محرك الجيل الماضي، أمر مخيب و لا أدري حقيقة ما فائدة إطلاقها.
الجانب المخيب الآخر هو المحتوى العربي، و اللذي يبدو أنه فقط يسير الى الوراء من أول ظهور له. يوجد مجموعة من الأندية العربية و المشاركة في دوري أبطال آسيا، و منهم الهلال و النصر و الإتحاد و الأهلي، لكن أندية الشباب و الإتفاق تغيب و لا يوجد خيار لأندية أسيوية أخرى. حتى تطبيق مباريات الأندية السعودية أصبح سيئا، فبعد أن كانت تظهر لافتات بالعربية في الملعب و نجد الجمهور بالزي الخليجي تم حذف هذه الأمور من اللعبة، و لم يتم إدراج أي ملعب سعودي بعد أن كانت موجودة في النسخ الماضية، هذا ليسا مؤشرا جيدا أبدا، رغم أني لا زلت أستمتع بالأهازيج خصوصا عندما تلعب بالإتحاد و تسمع الجمهور يقول “بص يمين.. بص شمال”.
– هذا الخبر من موقع: ترو جيمنج –