No Man’s Sky [مراجعة]

No Man

لعبة نو مانز سكاي سببت ضجة كبيرة في السنوات الماضية، و كانت محط أنظار الجميع في كل معرض تشارك فيه و كل مؤتمر يتم استعراضها من خلاله. السبب خلف ذلك هو الفكرة الضخمة اللتي يتم بناء اللعبة حولها، حيث يمكن للاعبين استكشاف عالم ضخم جدا و غير مسبوق عبر الترحال في الفضاء الواسع. مطوروا اللعبة لم يترددوا إطلاقا في ركوب موجة التشويق و حمل أكبر عدد من اللاعبين خلفهم، و رغم ذلك الا أن البعض فضل المشاهدة عن بعد و ربما لم يخفي تشاؤمه من اللعبة و الحقيقة المخفية اللتي قد تكون ورائها. لكن بين هذا و ذاك كيف كانت المنتج النهائي، و هل كانت اللعبة فعلا ذلك الحلم الكبير اللذي يتحقق للاعبين أخيرا؟

لمن لا يعرف اللعبة أو يسمع فيها سابقا، نو مانز سكاي عبارة عن عالم ضخم جدا يحتوي كواكب كثيرة و فضاء واسعا، و يحاول أن يجعل من هذا المكان الضخم ساحة للاعبين كي يكتشفوا كل ما فيها. في بداية اللعبة تجد نفسك على كوكب ما، و مركبتك معطلة و تحتاج لإعادة تشغيلها كي تغادر الكوكب. هنا تشرح اللعبة لك الأساسات، حيث عليك جمع مواد معينة لإصلاح المركبة ثم جمع الوقود للإنطلاق. هذه المواد ستجدها حولك في الكوكب، حيث تملك مسدس ليزر يقوم بتكسير الصخور و النباتات لتجمع من خلالها المواد اللتي تحتاجها. بعد تصليح المركبة تستطيع مغادرة الكوكب و الإنطلاق في الفضاء الواسع.

nms.0.0

جانب الإبهار التقني في اللعبة اللذي نال إعجاب الجميع منذ كشفها لا يتعلق بالجرافيكس أبدا، فمظهر اللعبة عادي جدا، إنما هو شيء يتعلق بالبرمجة بشكل مباشر. المطورين في فريق Hello Games الصغير تمكنوا من تقديم خوارزمية رائعة تقوم بجعل اللعبة تقدم كواكب و بيئة و مخلوقات عشوائية مختلفة في كل مرة تزور فيها كوكب. فبعد مغادرتك للكوكب الأول ستجد كواكب أخرى قريبة منك و تقوم بزيارتها، ثم يعيد كل شيء نفسه حيث تجمع المزيد من المواد و تكتشف أماكن و مخلوقات جديدة.

خلال اللعب ستتمكن من تكوين أدوات جديدة، و ستتمكن من شراء بعضها من بعض التجار الفضائيين اللذين ستقابلهم في الطريق. و خلال ذلك تتنقل من كوكب لآخر محاولا الوصول الى منتصف المجرة و هو الهدف الرئيسي في اللعبة. لكن في الواقع لا تحتاج الى الإلتفات الى هذا الهدف، حيث تستطيع التجول في الفضاء بشكل غير نهائي و تكمل استكشافك و جمع معلوماتك حتى يصيبك الملل.

و بالحديث عن الملل، أعتقد أن هناك فرصة كبيرة لأن يصيبك في وقت أبكر بكثير مما تتوقع. فبعد التجول في عدة كواكب ستجد نفسك تعيد كل شيء من جديد، دون أن تجد ذلك العمق في اللعبة اللذي يسمح لك بتجربة شيء يمكن أن تشعر أنه جديد فعلا. فالكواكب العشوائي رغم إختلافها الا أنها ستعطيك نفس التجربة، و كذلك المخلوقات الأخرى. حتى الفضائيين من تجار و سكان بعض الكواكب يتشابهون في تصرفاتهم و طريقة تفاعلهم و كأنهم نفس الشخص حقا. اللعبة ستسمح لك بعض الأحيان بالقتال سواء على ظهر الكوكب أو حينما يواجهك بعض قراصنة الفضاء، و لكن نظام التحكم بطيء و ممل جدا لدرجة أنك لن تشعر بأي متعة في قتالهم.

No Man's Sky_20160806130409

حتى نظام التحكم في المخزون في اللعبة لم يتم إجادة تصميمه، فالتنقل بطيء جدا بين الشاشات و الأدوات، و عليك بإستمرار الوصول اليها لإصلاح بعض المشاكل أو التزود بالوقود. و هذا الأمر يزيد الطينة بلة عندما نربطه بكون عوالم اللعبة تصبح مملة بعد حين. اهبط على كوكب ما، اجمع المواد، اصنع الأدوات، ارحل. هذه هي دورة حياة اللعبة الرئيسية، و خلافا لذلك تستطيع ترقية مركبتك للإنتقال الى نظام شمسي جديد، لكن فقط لتقوم بإعادة نفس هذه الخطواتن من جديد.

نو مان سكايز لعبة طموحة جدا، لكن طموحها كان عاملا سلبيا لها في آخر الأمر. فالإنجاز المحقق بتقديم عالم اللعبة الضخمة سلب من قدرة الفريق على تقديم عمق كافي للعبة و محتوى مميز يجعل من الإستمرار في استكشاف عواملها محفزا للاعب في آخر المطاف. لعل التجربة الأولى للفريق لم تظهر بالشكل المأمول، لكنها وضعت الأساسات ربما لما قد تكون تجربة أكثر روعة مستقبلا من هذا الفريق الموهوب.

7.0

عالم ضخم لا نهائي لإستكشافه، حرية كبيرة في التنقل و أدوات كثيرة لتكوينها أو شرائها بما في ذلك المركبات

العشوائية و التكرار و اختفاء الهداف الحقيقية سيصيبانك بالملل في وقت ما، التنقل بين الأدوات و واجهة المستخدم كان يمكن أن تكون أفضل

نو مانز سكاي تقدم أساسات ممتازة للعبة ضخمة جدا، لكنها لم تحقق جميع أهدافها و لم تحقق العمق الكافي لتقديم لعبة متكاملة أكثر

[سياسة التقييم]

– هذا الخبر من موقع: ترو جيمنج –